كان يمشي وحده
تائها
حزينا
لا يلوي على شيئ
ولا يعرف لاين الطريق
ولا يدري كم سار
بعد ان خرج من عند الطبيب
والحياة امامه سوداء
قاتمة
لا يكاد يلقط انفاسه
كارها ما حوله
من كل شيئ
حتى نفسه
قد اخبره الطبيب
ان حياته بقي لها القليل
شهرا واحدا
ويودع العالم
........
فساقته قدماه
الى مكتبة صغيرة
لم يعرفها من قبل
ولم يدخلها قبل ذلك اليوم
فهو لا يحب الكتب
ولا يحب القراءة
فاخذ كتابا .. وراح ليدفع ثمنه
ولمح تلك الفتاة
تلك التي تبيع الكتب
واخذ ينظر اليها بنظرات
مليئة باحساس لا يعرفه الا هو
اخذت عيناه تتقق في تلك الفتاة
وكم مرة التقت العيون
وحاول ان يكلمها .. فلم يستطع
فدفع ثمن الكتاب وانصرف
وصل الى بيته ودخل غرفته
وهو في شدة الانتظار لليوم التالي
وفعلا ..
في اليوم التالي
اسرع الى تلك المكتبة
وانتقى كتابا جديدا
وتقدم ليدفع ثمنه
وحاول ان يكلمها مرة اخرى
ولكنه ايضا .. لم يستطع
فدفع ثمن الكتاب .. وانصرف خارجا
ووصل بيته ايضا .. ينتظر اليوم التالي
وفي اليوم الثاللث
دخل الى المكتبة
وكله اصرار على ان يكلمها
ولكنه اخذ يرمقها بنظرات الوله
آآآه .. لو عرفت كم احببتها
آآه .. لو تعلم كم هي غالية عندي
ولكن لسانه انعقد
ووقف الكلام في حلقه
ولم يستطع ان يقول شيئا
وانصرف الى بيته بعد دفع ثمن الكتاب
وتوالت زياراته للمكتبه مرات ... ومرات
وهو يحاول ان يكلمها
دون جدوى
حتى امتلأت خزانته بالكتب
ولم يقرٍأ أي كتاب منهم
وفي يوم من الأيام
انقطع ذلك الشاب عن المكتبة
ولم يعد يزورها ليشتري الكتب
ولفت ذلك انتباه الفتاة
بائعة الكتب
فقررت بعد أن سألت عنه
وعرفت مكان سكناه
قررت الذهاب للسؤال عنه
وحين طرقت باب بيته
ومعها كتاب جديد
فتحت الباب سيدة عجوز
تلبس ملابس الحداد
سألتها عنه
فأومأت العجوز
ففهمت من ذلك
أنه قد مات ذلك الشاب
دون أن يبوح لها
فاستأذنت لتدخل غرفته
فدخلت ووجدت الكتب متراصة
وكأن ايدي لم تلمسها من قبل
ففهمت من ذلك انه لم يفتح اي منها
فالتفتت إلى العجوز وقالت :
لو كان قد فتح كتاباً واحداً فقط
لعرف كم كنت احبه
من رسائلي الموجودة بها
ولكن القدر لم يمهلنا لحظة
لتنتهي قصتنا قبل ان تبدأ